صدر خلال هذا العام كتاب «مقدمة إلى فلسفة الرياضيات» للفيلسوف البريطاني برتراند راسل، ترجم الكتاب المترجم المصري «أحمد سمير سعد»، الذي يخوض تجربة ممتدة في ترجمة الكتب العلمية، ومن أبرز الكتب الأخرى التي ترجمها «العقل والمادة» لإرفين شرودنجر، و«طبيعة العالم الفيزيائي» لأرثر ستانلي إدنتجتون، و«آليس في بلاد الكم» لروبرت جيلمور.
نتحدث مع المترجم في هذا الحوار عن تجربته في ترجمة كتاب راسل الصادر حديثاً.
1. هل يمكن أن تقدم لنا نبذة عن الكتاب ومؤلفه؟
برتراند راسل فيلسوف وعالم في المنطق والرياضيات، بريطاني الجنسية، كان أحد مؤسسي الفلسفة التحليلية، كما اشتهر كثيرًا بآرائه اللاذعة ومواقفه السياسية ومناهضته للحروب.
أما كتاب «مقدمة إلى فلسفة الرياضيات» فهو النسخة المبسطة للعامة من كتاب أكبر هو «أصول الرياضيات»، وقد هدف راسل من خلاله إلى تعريف القارئ العام واجتذابه إلى المنطق الرياضي، وشرح كيف تتأسس الرياضيات على المنطق، وكيف يمكن حل بعض معضلاتها من خلال المنطق. وبذلك فهذا الكتاب ينتظم ضمن المشروع الأكبر لراسل مع ألفرد وايتهيد من أجل اشتقاق الرياضيات من المنطق، وهو المشروع الواعد الذي لم يكتب له الاكتمال بعدما برهن كيرت جودل على استحالة ذلك.
2. لماذا اخترت هذا الكتاب لترجمته؟
أهتم كثيرا بترجمة كتب العلوم وكتب فلسفة العلوم وأظن أننا طوال الوقت في حاجة إلى المزيد من الترجمات في هذا المنحى. أما هذا الكتاب على وجه الخصوص، ففي ظني أنه على الرغم من الحكم على مشروع راسل ووايتهيد بعدم الاكتمال أبدًا إلا أن المنطق بالفعل يساعد كثيرًا في إدراك الغموض الذي يكتنف بعض عناصر الرياضيات مثل مفهوم ما هو العدد أو ما معنى النهاية والترتيب والاتصال وما إلى غير ذلك. وأظنها أمور تساعد على المزيد من إعمال العقل.
3. ما التحديات التي واجهتها أثناء ترجمة الكتاب؟
لا أنكر أن المنطق الرياضي هو على درجة ما من الصعوبة وهذا أول تحدٍ، فالمترجم الجيد يجب أن يلم بموضوعه جيدًا قبل الشروع فيه حتى يستطيع أن يكون وسيطًا جيدًا. أما التحديات الأخرى فتمثلت في ضبط الرموز والمعادلات والكتاب مليء بها، وهو ما استدعى القيام بالعديد من المراجعات لها حتى تخرج بلا أخطاء مطبعية.
4. ما مشروعاتك القادمة في الترجمة؟
انتهيت للتو من ترجمة كتاب «الخيال العلمي العربي» ليان كامبل ويدرس كامبل في هذا الكتاب ويحلل روايات الخيال العلمي الأولى من فترة التأسيس حيث يتعرض لنهاد شريف ومصطفى محمود وصبري موسى وأحمد عبد السلام البقالي وطالب عمران وطيبة أحمد الإبراهيم.
5. ما الذي جعلك تتجه لمهنة الترجمة؟
بالأساس أعمل مدرسًا للتخدير بكلية طب قصر العيني لكنني شغوف بالكتابة الإبداعية والفكرية ومؤخرًا بالترجمة، حقيقة أسعد كثيرًا عندما أجد كتابًا أستشعر أهميته وقد صار متاحًا بسهولة باللغة العربية للقارئ العربي.
6. ما التحديات التي يواجهها المترجمون إلى العربية؟
التحديات كثيرة للغاية، تبدأ من اختيار العمل والصعوبات التي تكتنف الحصول على حقوقه، ثم مصاعب الترجمة نفسها، ضبط الاصطلاحات والمقاربات الثقافية واللغوية، والتقدير المادي والمعنوي وهم أمران مغبون فيهما الكثير من المترجمين.
7. هل يمكن أن تصف لنا طريقتك في الترجمة، مثلًا كم مسودة تعمل عليها؟ وما القواميس أو المراجع التي تعتمد عليها؟
لا أستخدم الورقة والقلم في الترجمة بل أترجم مباشرة مستخدمًا أحد برامج الكتابة الإلكترونية، وهو أمر يساعد كثيرًا في تسهيل إجراء التعديلات والمراجعة والمحو والإضافة والاستبدال. أستخدم كذلك قواميس إلكترونية ومعاجم إلكترونية خاصة merriam-webster وCambridge وبالطبع أستخدم محركات البحث كذلك من أجل تقصي بعض الخلفيات الثقافية المعينة وراء بعض التعبيرات أو من أجل توسع أكبر في موضوع الفقرة المترجمة من أجل فهمها على النحو الأمثل، ونقلها بالشكل الجيد إذا ما استدعى الأمر ذلك.