صدر هذا الشهر عن دار الكتب خان للنشر بالتعاون مع مبادرة ترجمان “كتاب الأفعى المُتعدِّدة الرؤوس: البحّارة، والعبيد، والمشاعيُّون، والتاريخ الخفيّ للأطلنطي الثوري” للكاتبين بيتر لينيبو و الكاتب ماركوس ريديكر ومن ترجمة أحمد حسّـان
الكاتب بيتر لينيبو: Peter Linebaugh أستاذ التاريخ بجامعة توليدو ومؤلف كتاب مانيفيستو الماجنا كارتا ولندن المعلقة The Magna Carta Manifesto and The London Hanged
الكاتب ماركوس ريديكر: Marcus Rediker الأستاذ المرموق في تاريخ الأطلنطى بجامعة بيترسبورج ومؤلف كتاب سفينة العبيد The Slave Ship، وكتاب أعداء كل الأمم Villains of All Nations، وكتاب تمرد السفينة آميستاد The Amistad Rebellion
المترجم أحمد حسان: مترجم مصري وله العديد من الأعمال الأدبية والفكرية المترجمة عن الإنجليزية والفرنسية والإسبانية، وهو عضو مبادرة ترجمان.
من مقدمة المترجم:
«من الصفحات الأولى سيدرك القارئ تميّز هذا الكتاب الذي يفتح آفاقًا جديدة لدراسة التاريخ. إذ ينسف جدران التواريخ القومية ليفتح مسارات تاريخٍ كوكبي تتكامل وقائعُه وتفسّر بعضها بعضًا، والأهم أنه يحوّل بؤرته من الشخصيات والأحداث العظام ليصبح تاريخًا من أسفل يسجل أنفاس وأفراح وأتراح البشر البسطاء بُناة الحياة الذين تدهسهم عجلاتها، ويستنقذ سردياتهم التي تتحدّى وتنقض السردية السائدة.
يقدّم الكتابُ منظورًا نتابع من خلاله بوضوحٍ كيف قامت الرأسمالية على مصادرة وتطويق الموارد المشتركة المتاحة لكل أعضاء المجتمع: الماء، والهواء، والتربة: أراضي الزراعة، والرعي، والغابات: كل ثراء الطبيعة الذي كان يُعدُّ ميراثًا للبشرية بأسرها تتقاسمه فيما بينها. لكنه يعرض أيضًا أشكال المقاومة الواسعة النطاق التي تتجدَّد اليوم بالدعوات للعودة إلى المشاعات لإدارة مواردنا الطبيعية والثقافية. في وجه نظريات الانتصار النهائي المشئوم للرأسمالية ونهاية التاريخ، التي تجد أن تخيُّل نهاية العالم أسهل من تخيُّل نهاية الرأسمالية، يقدّم لنا هذا المنظور أداةً صلبة لاستعادة السيطرة على حياتنا ومصيرنا.»
من تصدير الطبعة الثانية:
«في قصيدة “عامل يقرأ التاريخ(أ)” (1935)، سأل بريشت، “من بَنَى بوابات طيبة السبع؟” وأجاب، بقولٍ مشهور، “الكتب مليئةٌ بأسماء الملوك.” ثم تعجَّب، على نحوٍ تخريبي، “لكن هل كان الملوك من حملوا كتل الحجر الخشنة؟” طاف بريشت عبر الكوكب، من أوروبا إلى أمريكا اللاتينية، والشرق الأوسط، والهند، والصين، وإفريقيا، مُتخيِّلًا كيف يمكن لطاقمٍ متنافرٍ من العمّال أن يظهر في تاريخٍ طالما سيطَر عليه “الرجال العِظام” والنُصُب التذكارية لمجدهم الزائف. وقد اقتفينا خُطَى بريشت في كتابة هذا التاريخِ لعُمَّال الأطلنطي، بالتشديد على البحّارة والعبيد. ونبدأ هذه الطبعة الجديدة بتحية بريشت، نَصِيرِ “التاريخ من أسفل” ومؤلِّف نشيده.
يجمع الكتاب بين التقاليد الأفرو ـ أمريكية، والإنجليزية، والأمريكية للتاريخ من أسفل. علَّمنا و. إ. ب. دوبوا W. E. B. DuBois أن ندرس خطَّ اللون والإيديولوجيا الخبيثة للتفوق الأبيض. وقد نشر كتاب Black Reconstruction in America [إعادة البناء السوداء في أمريكا] في نفس عام قصيدة بريشت. “انعتاقُ الإنسان يعني انعتاقَ العمل وانعتاقُ العمل يعني تحريرَ تلك الأغلبيةِ الأساسية من العمّال الذين هم صُفرٌ، وسُمرٌ، وسود”. وشرح كتاب س. ل. ر. جيمس C. L. R. James بعنوان The Black Jacobines: Toussaint L’Ouverture and the San Domingo Revolution [اليعاقبة السود: توسان لوفرتور وثورة سان دومينجو]، المنشور عام 1938، أولَ ثورةٍ عماليةٍ ظافرة في التاريخ الحديث، مُردفًا أن ما بدأه عبيدُ المزارع، أكملته الجماهيرُ الحضرية الأوروبية. وقدّم لنا جورج راويك George Rawick مقولة النشاط ـ الذاتي. فبعد مجلّداته العشرين عن سرديات العبيد Slave Narratives أصبح من المستحيل ألاّ نُفكّر في العبد بوصفه فاعلاً تاريخيًا. وقد قدّم والتر رودني Walter Rodney دوما المثلَ الأعلى للدارس، والمُنظِّر، والناشط. وحثَّنا على “قطيعةٍ جذريةٍ مع النظام الرأسمالي العالمي.” أما التقاليد الأفرو ـ أمريكية للتاريخ من أسفل، والمعنيَّة بالضرورة بالعبودية وإلغائها، فتبنَّت منظوراً أطلنطيًّا».
الكتاب متاح بمكتبات القاهرة والإسكندرية ومتاح إلكترونيًا على تطبيق أبجد.