أعتقد بالنسبة لي أن الترجمة أقرب ما تكون إلى كتابة رواية.
صائغو الكلمات متعددو اللغات (الجزء الثاني): مايكل هوفمان
حوار ليزل شيلينجر مع المترجم مايكل هوفمان
ترجمة: شيماء بدير
نشر في لوس أنجلوس ريفيو أوف بوكس بتاريخ ١٦ مايو ٢٠١٦
انتقل المترجم والناقد الأدبي والشاعر الحائز على جوائز ميخائيل هوفمان إلى إنجلترا من ألمانيا مع عائلته عندما كان في الرابعة من عمره. يستذكر مراقبته لوالده الروائي “جيرت هوفمان” وهو يقوم بصياغة مسودات رواياته، ثم يربطها بمشابك ويضعها جانبًا لتستقر معلقة مثل “قطع لحم معلق على عوارض خشبية”. وبنفس الطريقة، يحب هوفمان أن يترك مخطوطات ترجماته تستريح لبعض الوقت قبل أن يضفي لمساته الأخيرة عليها.
على الرغم من أنه نشأ “ثنائي اللغة”، فإنه بدأ الترجمة بالصدفة في عام 1985، عندما أغراه أحد المحررين في لندن برواية ” قلعة جريبشولم” لكورت توتشولسكي. ومنذ ذلك الحين، ترجم هوفمان ما يقرب من 80 عنوانًا من الألمانية -متخصصًا في روايات أوائل القرن العشرين لفرانز كافكا، وجوزيف روث، وهانس فالادا، كما ترجم العديد من كتب والده- وهو يعيش الآن في الولايات المتحدة الأمريكية ويدرس في جامعة “فلوريدا”، مستعينًا بحسه الشعري في جميع ترجماته وكتاباته.
ليزل شيلينجر: هل تعتقد أن المترجمين لا يحظون باهتمام كبير أم أن هذا تغير مؤخرا؟
ميخائيل هوفمان: أعتقد أن الأمر يتغير من آن لآخر. من المؤكد أن المترجمين لا يحصلون على المراجعات النقدية الكافية ولكن كل جانب من جوانب حياة المترجم يحتاج إلى عزاء. يبدأ الأمر بالذنب، الذنب الناتج عن إنتاج كتب لم تكتبها بنفسك.
بعد ذلك، يصبح الناس عالقين في الكتب نوعا ما أو يعانون من عقد فظيعة، أو يكتب شخص ما مراجعة سيئة- أو لا يمكن تناول ذلك على الإطلاق. لقد شعرت دائما بامتياز غير منصف كمترجم، لأن الناس عرفوني إما من خلال الصحف كناقد أو من خلال قصائدي.
أعتقد أنني أميل إلى أن يلاحظونني أكثر قليلًا مما لو كنت مجرد مترجم هاو، وهذا يجعلني أشعر بالذنب قليلًا.
* هل تجد أن للترجمة قوة مختلفة، تستعين بمصادر مختلفة، مقارنة بأشكال الكتابة الأخرى؟
– ليست طريقة مختلفة تمامًا؛ أعتقد بالنسبة لي أن الترجمة أقرب ما تكون إلى كتابة رواية. فقد كان والدي “جيرت هوفمان” روائيًا.
* هل تتذكر متى أصبحت على دراية بالترجمة لأول مرة كشيء قد يمتهنه شخص ما بشكل احترافي؟
– لقد نشأت نوعًا ما بصورة خاطئة لأجيب عن هذا السؤال لأنني ألماني، انتقلنا إلى إنجلترا عندما كنت في الرابعة من عمري، ولا أملك أي ذكرى عن تعلم اللغة الإنجليزية. كنا نتحدث الألمانية دائمًا في المنزل مع والدتي وإخوتي لذلك كنا جميعًا “ثنائيي اللسان” بسعادة.
إذا كنت ثنائي اللغة فلا يوجد أي قوة جذب تسحبك من لغة إلى أخرى. إذا لم تسعفك كلمة في لغة ما، فإنك تقولها بلغتك الأخرى. بطريقة ما، أعتقد أن الأشخاص الأكثر جذبًا للترجمة هم الأشخاص أحاديو اللغة الذين ترجموا شيئا ما حتى يتمكنوا من قراءته، لأنهم لا يستطيعون قراءته بالأصل.
ما حدث معي هو أنني بدأت نشر مراجعات الكتب والقصائد ما بين عامي 1979 أو 1980 أو نحو ذلك، وكان كل شيء قصير الأجل. القصيدة تكتبها في يوم واحد، مراجعة الكتاب تنتهي منها خلال أسبوع؛ وكنت أبحث عن شيء من شأنه أن يدفع لي شيكات أكبر على فترات زمنية أطول.
أول كتاب ترجمته كان كتابًا لكورت توتشولسكي “قلعة جريبشولم”، من خلال ناشر معروف آنذاك “شاتوو آند ويندوس” وذلك في عام 1985. لقد دفعوا لي وقتها 500 جنيه، وقمت بترجمة هذه الرواية الغريبة والمضحكة الرائعة جدًا والتي تتحدث عن عطلة صيفية في عام 1935، وعلى ما يبدو أنها حددت نوعًا ما شكل المرحلة التي أنا بصدد ترجمة أعمالها. تدور أحداث معظم الكتب التي ترجمتها في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي. هناك كتاب عظماء من تلك الحقبة. اعتقدت أنني سأستمر في ترجمة كتاب ربما كل عام وهذا من شأنه أن يزيد دخلي.
كنت كاتب مستقل لمدة 10 سنوات، واعتقدت أن الترجمة ستمنحني نوعا من التوازن الغذائي -من شأنها منحي الكربوهيدرات اللازمة لي- لكن بعد ذلك في عام 1988، قمت بترجمة كتاب بعنوان “Blösch” – البقرة، للكاتب “بيت ستيرشي”، كانت رواية مؤلفة من 400 صفحة عن بقرة، تلك الرواية السويسرية العظيمة، وهذا ما جعلني مترجمًا.
* أي الكتب من بين ترجماتك تفضلها؟
– أحب العديد منها الحقيقة. أحد هذه الكتب الحديثة هو كتاب “زواجي” لجاكوب واسرمان، والذي نشرته مؤخرا “نيويورك ريفيو بوكس”. كان واسرمان صديقا لتوماس مانّ، وكان واحدا من جيل الرواد، فكان يؤلف كتابا في السنة.
في أحد كتبه -آخر كتاب أنهاه- الذي صدر بعد وفاته، أقنعه معالجه النفسي بأن يدفع بإحدى الشخصيات لتروي قصة زواج، فكانت القصة عن زواج واسرمان نفسه، وأعتقد أنها أفضل ما كُتب على الإطلاق عن زواج بشع.
تمكنت من إقناع “بينجوين” بنشره في إنجلترا، و”نيويورك ريفيو بوكس” لنشره هنا. إنه مذهل. نُشر في يناير. وأيضا أحب “موت في روما” لفولفجانج كوبن وقد ترجمته منذ مدة طويلة، وبالطبع لدي الكثير من الكتب التي أفضلها.
* ما الذي يجعل الترجمة جيدة؟
– ما أحبه في الترجمة وكذلك في الشعر هو جودة المنطوق والملفوظ، براعة أن شخصًا ما يتحدث بصوته الخاص. هناك شخصية في “موت في روما”، وهو ملحد شاب وهو حزين إلى حد ما، وقد أحببت الألفاظ المعبرة عنه، فكان المنطوق والملفوظ هو الجزء المجرد الدائم من الأدب.
* ما الذي تعتقد أنه يجعل الترجمة جديرة بالاهتمام؟
– من المهم بالنسبة لي أن تكون قصة كبيرة بطريقة أو بأخرى، أو قصة مهمة، شيء إما أن يكون مهما في حد ذاته أو مهمًا بالنسبة لألمانيا.
أنني أدرك تمامًا أهمية وضع ألمانيا في كثير من الكتب التي أترجمها حيث أساعد القارئ الإنجليزي والأمريكي وغيرهم من القراء على التفكير في ألمانيا، والتفكير في التاريخ الألماني، والتفكير في الذنب الألماني، وكذلك في القرن الماضي.
* تعتبر رواية “هانس فالادا” عن المقاومة الألمانية -كل رجل يموت وحيدًا- تحفة فنية. ترجمتك كانت خالية من العيوب. كيف حصلت على فرصة ترجمة هذا الكتاب، وما رأيك في العمل عليه؟
– هذا كتاب مذهل. أتذكر مدى تأثيره علي، فقد أنهيت قراءته في يومين. فسبب آخر لترجمة الكتب هو التعلم. لقد علمتني ترجمة هذا الكتاب شيئًا جديدًا: فلم يسبق لي أن ترجمت رواية إثارة وتشويق قبلها. فأردت أن أتعلم، وأن أحظى بهذه التجربة.
كانت المهمة الرئيسية التي حددتها لنفسها هي عدم الوقوف في طريق القارئ، حتى يتمكن من يقرؤها باللغة الإنجليزية أن يستمتع بتجربة مماثلة في السرعة والحركة لمن يقرؤها باللغة الألمانية. فأنا عندما قرأته باللغة الألمانية، لم أستطع تركه.
* كيف تصف عملية معالجة الترجمات؟ وهل هناك أي أدوات محددة تعتمد عليها عند الترجمة؟
– إنني أنجز المسودة الأولى بأسرع ما يمكن، ثم أضعها جانبًا. كنت أرى مخطوطات والدي، مثبتة بملاقط، ومعلقة على عوارض خشبية مثل لحم الخنزير. فأنتظر حتى تسكن هذه المخطوطات أو تنضج.
أحب فعل هذا حقًا: أنا أترجم بأسرع ما يمكن؛ ثم أترك النص لمدة ثلاثة أو ستة أشهر، ثم أعود إليه وأراجعه 5 أو 10 أو 15 أو حتى 20 مرة. أما عن أدواتي فستكون مشابك تعليق الورق.
* عندما تقوم بمراجعاتك، هل تقوم بها من خلال إعادة الكتابة، أم أنها أشبه بالضبط الدقيق؟
– أنا في الغالب أقوم بالتحرير. إن حبيبتي ألمانية وأنا مواطن ألماني، لذا إذا كان هناك لفظ ما قديم أو غامض، فقد أطلب نصيحتها، ولحسن الحظ فهي محررة ألمانية. في الواقع، فيما يتعلق بمسألة الأداة الخاصة التي استخدمها للترجمة فستكون هي أدواتي.
* ما هي الخصائص المشتركة التي تجدها لدى المترجمين؟
– لا أعرف حقًا الكثير من المترجمين. أجد الكُتاب والشعراء منعزلين، وأعتقد أن المترجمين متشابهون إلى حد ما.. لقد التقيت بعدد قليل جدًا منهم. لقد كنت محظوظًا بما فيه الكفاية لمقابلة إيدث جروسمان، إنها حقًا امرأة ذات شخصية مميزة.
* ما الذي لا يعجبك في الترجمة؟
– فيما يخص الفن الأدبي الذي أكتبه بنفسي، فمادتي المألوفة لي هي القصيدة، التي قوامها أقل من صفحة. ومراجعات الكتب ربما تكون ما بين أربع أو خمس صفحات، لذلك عندما أترجم كتابًا، تفتك بي فكرة الوقوع تحت سطوة صفحات كثيرة من النثر. إنه أمر فظيع.
* هل تعتقد أن باعتبارك متحدثًا أصليًا للغة التي تترجم منها، تعمل بشكل مختلف عن المترجمين الذين كان عليهم دراسة اللغة التي يترجمونها، وهل يمكن أن تمنحهم دراستهم الرسمية للغة أجنبية ميزة في مهنتهم؟
– يلجأ البعض لفهم هذا الأمر من أوجه مختلفة. أنا لم أدرس قط الألمانية، برنامج دراستي كان إلى حد ما خطأ، فكان عتادي حينئذ هو الحظ -Glücksfall. لكنني درست القليل من اللغة الفرنسية الكلاسيكية، الآن اختفت لغتي اللاتينية وكذلك اليونانية، لكنني تعلمت اللاتينية لمدة ست أو سبع سنوات، وهذا يبدو لي في غاية الأهمية.
عندما ترجمت لكافكا لأول مرة، اكتشفت أن الترجمة تبدو أشبه بترجمة اللاتينية منه إلى الألمانية، لأن التراكيب ثابتة للغاية ولا يمكن تجنبها. لم تكن المسألة مسألة مفردات، بل كانت مسألة خلاف. سيكون هناك انجراف قوي للغاية في اتجاه، ثم انجراف قوي أيضا في الاتجاه الآخر.
* لقد وجدت ترجمة “توماس مان” صعبة للغاية
– هذا فقط بسبب مفرداته.
* هل لديك أي مترجمين مفضلين من المترجمين القدامى؟
-لقد كنت محظوظًا بلقاء “رالف مانهايم” في باريس منذ وقت طويل. لقد استدعاني مباشرة فور وصولي. تناولنا المشروبات في شقته في باريس، ومنه تعلمت أن الترجمة يمكن أن تكون مهنة. كان شخصًا يتعامل مع الأمر كوظيفة وكان لديه مكتب، ويستيقظ في الصباح، ويذهب إلى المكتب ويعود، ويشرب الويسكي، يتناول العشاء ما لم يكن مشغولًا بترجمة ما، على عكس ما أفعل أنا.
أنا أشبه إلى حد ما بمخلوق كافكا في قصة “الجُحر” التي انتهيت منها للتو ضمن ترجمة لمجموعة من قصص كافكا. تلك التي لم تنشر في حياته بعنوان “الجُحر وقصص أخرى”، ستنشرها “بينجوين” في إنجلترا، وآمل أن ينشروها في أمريكا أيضًا.
* هل قمت بترجمة أعمال قد سبق وتُرجمت وإذا كان الأمر كذلك، هل لديك سياسة سابقة بشأن النظر في الترجمات السابقة؟
– أجل، هذا أمر معرض له باستمرار في الأدب. يكاد يكون من المستحيل أن تعرف كتابًا وتحبه وبعد ذلك تأتي له بترجمة جديدة، أو تفكر في “أوه، هذه أفضل”، نادرًا ما يحدث هذا، فمن الصعب تقديم ترجمة جديدة لعمل مترجم من قبل. هناك قراء مثلي ومثلك سيفضلون دومًا “كونستاتس جارنيت”.
عندما أعيد ترجمة كتاب ما إما أن يكون عملًا لم أكن أعلم أنه ترجم من قبل مثل “موت في روما” لكوبن، أو أعمال كافكا الذي توجد له إصدارات أخرى عديدة. وهذه الأيام أعمل على ترجمة جديدة لكتاب “ميدان ألكسندر في برلين” لألفريد دوبلن. أفترض أنني يجب أن أعيد ترجمة الكثير من روايات العشرينيات والثلاثينيات.
ألمانيا هي المكان الذي أعرفه حقا، تميل ليكون لديها ترجمات جديدة في أوروبا للروايات الهامة لكل 20 أو 30 سنة لكن باللغة الإنجليزية، وتستمر تلك الترجمة لمدة 80سنة. “ميدان ألكسندر في برلين” ترجمت لمرة واحدة منذ 80 عامًا على حد علمي.
* هل ستقرأ الترجمة السابقة لـ”ميدان ألكسندر في برلين” وأنت تعمل بمفردك؟
– حسنًا، إذا كنت غير راض بشأن شيء معين، فسوف ألقي نظرة عليها. سأنظر فقط إلى الترجمة الموجودة مسبقا بشيء من القلق، أو لأرى كيف تُرجمت بعض الكلمات غير العادية، على سبيل المثال brougham هيكل العربة.
* ما الفرق بين الترجمة الرديئة والترجمة الجيدة؟
– الترجمة الرديئة تبدو وكأنها نص ميت، نص أجنبي دخيل. أما الترجمة الجيدة فتمنحك خبرة ما، نص حي ونابض وهذا هو الهدف الذي حددته لنفسي.
* هل يمكن للترجمة أن تحل محل الأصل؟
– أظن أن هذا صعب جدًا. ذلك يعتمد على ما هي وجهة نظرك. فهل هذا التفكير يلائم قارئ بإمكانه قراءة الأصل والترجمة أم أنك تفكر في شخص لا يمكنه ذلك.
* حسنًا أيضًا؛ كتب “بترارك” ذات مرة شيئًا مفاده أن الترجمة كانت للأصل مثل الابن بالنسبة للأب: يتشاركون في الدم والعصب، لكن لديهم هوية وشكل متميزين. كنت أفكر في شيء من هذا القبيل.
– حسنًا أعتقد أن ثمة شيئًا أبويًا في حالتي. فأنا لدي قصائدي، وترجماتي، وروايات والدي وبالطبع ترجماتي لها. أترجم روايات أبي منذ أن توفي قبل 20 سنة، وبدا الأمر أنه تعليق للموت. ترجمت كتاب له بعنوان “مُلخِص الفيلم” ثم ترجمت له كتابين آخرين “الحظ” و”ليشتنبرج وفتاة الزهرة الصغيرة”.
* كم كتابًا ترجمت؟
– أعتقد أنني ترجمت ما يزيد على 80 كتاب، أكثر من كتاب في العام، لكنني لا أحصيها حقًا، لقد توقفت عن العد منذ بعض الوقت. لا يوجد رقم محدد.
* ما أكثر تعاوناتك أهمية بينك وبين كاتب ما؟
– لدي إجابتان، أحدهما هو” جوزيف روث” الذي ترجمت معظم كتبه وربما سيظل اسمينا مرتبطين لفترة طويلة.
والآخر شخص استدعيه إلى ذهني بشيء من السخرية فهو “الأديب الحي” -بيتر ستام، بما أنه ما زال على قيد الحياة. خلاف ذلك فأنا متخصص في ترجمة كتب الموتى، بيتر هو كاتبي الوحيد الذي ما زال على قيد الحياة، وأعتقد أنتي قلت بسخرية أكثر من مرة “أن الموتى أكثر امتنانًا”.
بيتر ساحر للغاية، يروي هذه القصة المؤسفة عن حصولي على ترجمة كتابه الأولى لي، ثم تصفحها وأرسل لي صفحتين من الملاحظات والاستفسارات، والمراوغات؛ وفي تلك الأثناء بدا له أو أخبره البعض أنني أعرف ما كنت أفعله، وبعد ذلك تركني بمفردي تمامًا. لقد ترجمت 10 من كتبه.
* ما التأثير الذي يمكن أن تحدثه محركات الترجمة عبر الإنترنت على الترجمة؟
– أظنه مؤذيًا، فأنا محافظ ومتزمت فيما يخص اللغة، وأشعر بأن الأمور المتعلقة باللغة والتعبير تزداد سوءًا، وأعتقد أن الآلات والأدوات الذكية لا تساعد في شيء. فالمترجم البشري حرفي أكثر من الآلي.
* هل هناك كتب مترجمة تتوق لقراءتها؟
– لم أقرأ لكناوسجارد. أعتقد أن الوقت قد حان لقراءته. ولقد قرأت أن “بينجوين” يعملون على عمل ما للكاتب الروماني “ميخائيل سباستيان” بعنوان “الألفي عام” تدور أحداثه حول شخصيات يهودية تعيش في بوخارست في عشرينيات القرن الماضي.
* هل يمكنك اعطائي اسم مؤلف يكتب بالألمانية ويجب ترجمته إلى الإنجليزية لكن لم يترجم له أو ما تُرجم لم يكن كافيًا؟
– جاكوب واسرمان، أعتقد أن الأمر يتعلق بنوعية القارئ المناسب لهذا النوع من الأدب. أتوقع أن الوقت حان للرواية الألمانية العظيمة عن إعادة التوحيد وعن سقوط الجدار لكنني أنتظرها منذ فترة طويلة.
وحاولت نشر كتاب لكاتب اسمه “هانس خواكيم شادليش”، كاتب من ألمانيا الشرقية، وله رواية رائعة عن شخصية اسمها “تالهوفر” وهو جاسوس للشرطة البروسية. وتبدأ الأحداث في عام 1948 وبعدها يستمر الطلب على خدماته، وكذلك الرجل نفسه لا يتوقف عن أداء عمله. إنه يعيش خلال توحيد ألمانيا، والحرب العالمية الأولى، وفايمار، والفترة النازية، وألمانيا الشرقية وستاس، ويستمر حتى نهاية الرواية.
* لماذا يجب على الناس قراءة الكتب المترجمة؟
– قصصنا ليست كافية بالنسبة لنا في ظل عصر انعدام الكفاءة هذا. بالنسبة لإنسانيتنا من المهم قراءة قصص من أماكن أخرى: أفريقيا، آسيا، القارة القطبية الجنوبية.