21 قاعدة للترجمة: سوزان برنوفسكي وهالة صلاح الدين

21 قاعدة للترجمة: سوزان برنوفسكي وهالة صلاح الدين

وضعت المترجمتان سوزان برنوفسكي وهالة صلاح الدين 21 قاعدة للترجمة، نُشرت في موقع Arablit quarterly، ونترجمهم في هذا المقال.

21 قاعدة للترجمة: سوزان برنوفسكي وهالة صلاح الدين

الترجمة عن موقع Arablit quarterly وبإذن من الموقع

ترجمة: إيناس عبد الله – عالية عادل – عمر عبد الرازق – منار إمام – منار شريف – ميرهان فؤاد – أمير زكي

ترجم هذا الحوار ضمن أعمال الدورة السادسة من مختبر الترجمة بمعهد القاهرة للعلوم والآداب الحرة بالإسكندرية (سيلاس الإسكندرية) – ربيع 2020.

الترجمة خاصة بترجمان وسيلاس الإسكندرية

يحتفظ المترجمون بحقهم في المساءلة الأخلاقية والقانونية إذا تمت الاستعانة بترجمتهم دون إذن منهم.


سوزان برنوفسكي: نالت العديد من الجوائز، وتعرف بأنها واحدة من أفضل المترجمين للأدب الألماني إلى الإنجليزية. ترجمت أعمالًا لروبرت فالزر، وهرمان هسه، ويوكو تاوادا. من ضمن الجوائز التي حصلت عليها نالت تكريمين من صندوق pen  للترجمة (2005-2007) إلى جانب جائزة هيلين وكرت وولف للترجمة (2006). تكتب تدوينتاتها على موقع translationista.org.

1. كن كاتبًا على الدوام أثناء الترجمة، وفي كل مرة تنسى فيها ذلك، أعد نفسك إلى هذا الموقف.

2. أهم شيء متعلق ببنية الجملة هو الترتيب الذي يوصل بعض المعلومات.

3. إذا لم يكن النص الأصلي مكتوبًا بشكل متقن، فأنت أصبت باللعنة، لك مطلق الحرية في الشعور باليأس.

4. إذا كان الأصل مكتوبًا بشكل متقن، تأكد من أنك تفهم بالضبط ما المتقن فيه، أي ما يشكل أسلوب الكاتب المميز. الوصول إلى النغمة الصحيحة هدف رئيسي.

5. انهض من على جهازك مرة كل ساعة على الأقل، لممارسة القليل من المشي والحركة. أن تترجم وأنت في حالة خدر أمر لن يكون مرضيًا لأحد على الإطلاق.

6. أهم مرجع يمكن الاعتماد عليه هو قاموس روجيه الدولي للمترادفات، المفهرس وليس في شكل القاموس. نعم إنه يختلف كثيرًا. ولا، لا يوجد قاموس للمترادفات متاح أونلاين يمكن أن يقترب من أهمية كتاب روجيه.

7. لا، الترجمة ليست متقنة بما يكفي، استكمل المراجعة.

8. لا أصدق أنك ما زلت تسأل، استكمل المراجعة.

9. اقرأ كل شيء تترجمه بصوت عالٍ، ويفضل أن يكون ذلك أمام مستمع محب للكتب، يمكن أن تثق في أنه سيمتعض إذا وجد وقع الجملة غير مناسب.

10. اقرأ العديد والعديد من الكتب الرائعة في كل الأوقات، حتى تمتلئ رأسك بأنغام العظمة الأدبية.

11. تذكر أنه بغض النظر عن العمل الشاق، من المفترض أن تكون الترجمة ممتعة، إذا لم تجد نفسك مستمتعًا بالترجمة كثيرًا، لم لا تجرب شيئًا آخر يمكن من خلاله الحصول على بعض الأموال؟


هالة صلاح الدين محررة مجلة البوتقة ومدير عام دار البوتقة للنشر والتوزيع. البوتقة مجلة فصلية إلكترونية مستقلة تعنى بترجمة آداب اللغة اﻹنجليزية إلى العربية.

12. تصالح مع المهنة

إذا كنت تحلم بأن تصبح كاتبًا، فالترجمة ليست المهنة الأمثل لك، وإذا كنت تنظر بعين الحسد إلى المؤلف المفضل لديك، فأنت لست معيّن لهذه الوظيفة. وإذا كنت تحسب أنك ستتعلم من كتابات الآخرين، لتكون لك يومًا كتاباتك الخاصة، فلن تصل لمرادك أبدًا، وإذا كنت تغار لأنك لست محط الأنظار مثل المؤلف، ابحث عن وظيفة أخرى، غير الترجمة. لا بد أن تحب الترجمة، تصالح مع مهنتك!

13. ترجم إلى لغتك الأم

لا يعنيني إن كنت قد درست في جامعة أكسفورد، أو إن كانت والدتك نصف مكسيكية، ونصف أيرلندية، لأنك إن كنت قد أمضيت سنوات عمرك الأولى في بلدٍ عربي، حتمًا سيقوم أي مترجم إنجليزي الأصل بترجمة النصوص العربية “الأدبية” للإنجليزية بصورة أفضل! فلا تفعل ذلك!

14. احرص على التسلح بالمصادر

لن تكون دقيقاً مثل القاموس أبدًا. لذا ينبغي أن يتسلَّح مترجمو الأعمال الأدبية الذين يترجمون من الإنجليزية إلى العربية والعكس بمجموعة متنوعة من القواميس، مثل قاموس المورد، وقاموس Oxford Genie، وقاموس أكسفورد الإنجليزي، والبحث في موقع dictionary.com، ومعجم lexicons.ajeeb.com. وأخيراً بعض الروابط لقواميس تضم المصطلحات العامية المُرتبة أبجدياً والمتاحة عبر الإنترنت. لا تخمن المعنى المناسب للكلمة، وإن بدا منطقيًا؛ تعمَّق في البحث داخل القواميس. وستعلم حينها أنَّ أفقك محدود للغاية، وأنَّ ثمة العديد من الدلائل لكل كلمة.

15. لا تتصرف كأنك قاموس

لا تفسر النص، ولا تشرح شرحًا مُطولًا، ولا توضح المعنى المقصود، فأنت لست قاموس أكسفورد. إذا كانت الفقرة المترجمة تتطلب 7 ثوانٍ من القارئ الإنجليزي ليفهم معناها، ينبغي أن يستغرق الأمر نفس الفترة الزمنية ليصل المعنى إلى القارئ العربي. الغموض ليس عيبًا في النص؛ فهو إن كان مقصودًا أو غير مقصود، وسواء كان ينم عن الحنكة أو ضربًا من الحماقة، فهذه ليست مهمتك.

16. تحل بالصبر والهدوء في البداية، واترك الحُكم للنهاية

تحتاج لبعض من التواضع -وحتى الخضوع- أمام النص، فلا ينبغي أن تشعر بالثقة، والقوة، ستكون نهايتك.

تحسس السطور الأولى في المسودة الأولية ببطء، تأكد من كل كلمة، وتشكك من كل معنى، وتواضع بشأن المآلات. تستطيع أن تتبع قواعدك، وفلسفة لغتك الأم في المسودات الأولى والثانية، ولا تذهب بعيدًا جدًا، لأنك ستفقد هذا الخيط الوهمي بين النصيّن، لكن إذا تأكدت أنك في النهاية تفوقت على النص، فقد أصبح الآن ملكك، ويحق لك أن تُخرج النسخة الأمينة جدًا منه.

17. كن حاضرًا بغيابك

ليس مهمتك أن تؤلف، أو تحول النص لنص آخر يعجبك أكثر، لا تلعب بفكرة توصيل روح النص، وليس الكلمات نفسها، فالشيئان يمكن توصيلهما، وتوصيل روح النص شيء جيد، ولطيف، لكن سترتكب جريمة كبيرة في حال أهملت نعتًا، أو ظرفًا، فالحَرفِية ليست كلمة سيئة.

18. عند ترجمة الأدب، عليك أن تحب ما تترجمه

يمكن لقضاء وقت طويل مع نص لا يعجبك أن يكون عقابًا شديدًا. إذا كانت لديك رغبة ملحة في تعديل النص، إضافة كلمات هنا وحذف بعضها من هناك، أو تغيير مواضعها فأنت لست معجبًا به. وإذا رأيت أن النص كان سيتحول إلى نص أفضل لو عالجه المؤلف بطريقة مختلفة، فأنت لسه مغرمًا به. عليك أن تتعامل وجدانيًا مع النص على أنه من كتابتك أنت لكن بطريقة مختلفة بعض الشيء.

19. تقبله كما هو، تقبله قبيحًا، تقبله أينما ساقك

لا يتحدث الوقور الحاصل على الدكتوراه مثلما يتحدث المدمن المتشرد، وحده الأحمق من يجعلهما ينطقان بالكلمات نفسها أو يسلكان السلوك نفسه. فإذا قام المؤلف بذلك فلا بد من سبب ما (قد يكون بسبب تدخل الخيال، ليس من شأنك أن تقرر) فلا تعبث بشخصيات النص. القاعدة هي أن تترجم الجملة من الإنجليزية الصحيحة إلى العربية الفصحى، وكذلك الحال مع الكلمات العامية. تنقل بحرية بين الأساليب اللغوية على أن تتبع النص. فلغتك قادرة على استيعابه. لا تطمح أن تخلق نصًا «نظيفًا» كأنك في مجتمع محافظ محمي بنظام رقابة صارم، لأن تنقيح النص ليس من وظيفتك. للألفاظ العامية واللغة المدنسة غرض معين وأنت لست حارس الفضيلة.

20. خُذ وقتك

يعمل العقل على مراحل. لذا عليك أن تنسى ما تعلمته أو عملت عليه؛ فبغض النظر عن عدد مرات مراجعتك للنص، طالما جرى ذلك في مدى زمني قصير، تسهو العين عن وجود أخطاء. الأمر أشبه بوجبة طُبِخَت على نار هادئة ثم وضِعت في الثلاجة لتتماسك قبل أن تُزَين. ابتعد عن ترجمتك لأسبوع أو أكثر، ثم عُد إليها مُنحيًا النص الأصلي جانبًا. تعامل مجددًا مع ترجمتك، هذِّب النص عن طريق إضافة شبه الجمل والتراكيب اللغوية المختلفة ليتوافق النص مع اللغة العربية ويصبح ملائمًا لغايته أيًا كانت. وأخيرًا، ارجع للنص الأصلي لتتأكد أنك لم تنجرف بعيداً عنه، متى تشككت من ذلك.

21. أرجوك، عرّبه

لا تجبرني على مطالعة نصٍ ليست كلماته إلا ترديدًا لأصله، فعلى نصك المترجم أن يبدو كما لو أنه كُتب بالعربية باستثناء الأسماء والأماكن. أنا لا أريد التردد بين لغتين وربما ثقافتين مختلفتين. فلتترك النص الأصلي ولتغترف من جماليات لغتك الأم. ابتعد عن الكلمات المستهلكة وابحث عن وقع جديد، ابحث عن كلمات قل استخدامها وامنحها الحياة (احذر التمادي في ذلك؛ لا تستخدم كلمات من العصور الغابرة). لا تبتلع هراء أن الاختلافات الثقافية تعوق الترجمة لأنها لم تنجح في ذلك قط، فالتجربة البشرية واحدة وفي النهاية ستظفر بالكلمة المناسبة والأسلوب الصحيح.

اترك تعليقاً