نتحدث في هذا الحوار مع المترجمة رولا عادل رشوان، عن ترجمتها لكتاب “سخط” الذي يضم ثلاث نوفيلات من الأدب الروسي، والصادر عن دار كتوبيا للنشر والتوزيع عام 2021.
- هل يمكن أن تقدمي لنا نبذة عن الكتاب ومؤلفه؟
يضم الكتاب ثلاث نوفيلات، لم تترجم أي منها من قبل إلى العربية، وقد ترجمتها عن اللغة الروسية مباشرة. تنتمي كل نوفيلا لكاتب روسي مختلف. “أغنية” للكاتب الروسي “نيكولاي نيكراسوف”، “سخط” للكاتب الروسي “ألكسندر كوبرين”، “الضرورة” للكاتب الروسي “فلاديمير كورلينكو”.
- لماذا اخترت هذا الكتاب لترجمته؟
يقع الكتاب ضمن مشروع خاص استلهمته من الاطلاع على كنوز الأدب الروسي الكلاسيكي المجهولة، ورغبتي حينها في تعريف القارئ العربي بأسماء جديدة لم تترجم مؤلفاتهم من قبل إلى العربية، أو على الأقل وصل منها إليهم النذير غير الكافي، على الرغم من أنها لا تقل روعة وأهمية عن التراث الروسي المتعارف عليه والذي يكاد لا يخرج عن نطاق “داستاييفسكي” و”تشيخوف” و”تالستوي”. بدأت المشروع بكتاب “بابا ياجا”، وصدرت المحاولة الثانية في مجموعة قصصية بعنوان “روزا”، وكان آخرهم مجموعة “سخط”.
- ما التحديات التي واجهتها أثناء ترجمة الكتاب؟
المرحلة والتحدي الأهم كان في اختيار القصص أو النوفيلات بالأحرى، فهي اختيار شخصي بحت، نتاج لبحث طويل بين المؤلفات الروسية، وتلك مرحلة أصعب حتى من مرحلة الترجمة، وقد اتبعت في المجموعة الأخيرة “سخط” نهج يشمل تعريف القارئ العربي بمواضيع جديدة لم يعتد عليها مع خبراته في الاطلاع على الأدب الروسي الذي يهتم في المقام الأول بالقصص المأساوية أو تحليل نفسيات الأبطال. لهذا اخترت مثلًا قصة “سخط”، والتي تحكي عن الفروق الاجتماعية بين الطبقات، البروليتاريا والرأسمالية، بمنطق مسلي وساخر.
- ما مشروعاتك القادمة في الترجمة؟
سلّمت بالفعل مشروعين في نفس الإطار السابق، لرواية ونوفيلا قصيرة مترجمتين عن الأدب الروسي المجهول، مختلفتين في المحتوى كل الاختلاف، ونتمنى أن تحوز اختياراتنا رضا القارئ الذي أراه قد صار واثقًا في المشروع وما يقدم له بناء على المراجعات التي وصلتني حتى الآن والاحتفاء بها.
- ما الذي جعلك تتجهين لمهنة الترجمة؟
شغفي باللغات في المقام الأول، وحبّي للأدب، وقد وظفت الأخير في اختيار القصص التي صدرت في المجموعات السابق ذكرها، إحساس ورغبة شديدة في أن يستمتع القارئ بهذا الإبهار الأدبي الذي فاته ولا يعلم حتى أنه فاته.
- ما التحديات التي يواجهها المترجمون إلى العربية؟
أعتقد أن التحدي الأكبر يكمن في إيجاد من يتبنى مشروعاتك ويثق بها، يحتاج الأمر لجهد جهيد وسعي دائم وثقة فيما تقدم، ناهيك عن فكرة ترجمة الأعمال الكلاسيكية التي تخضع لقانون المشاع “البابليك دومين”، حيث لا تنسيق بين المترجمين على الإطلاق، وقد تجد نفسك بدأت بالفعل في مشروع ما ثم تجده صادرًا عن دار أخرى بترجمة لزميل آخر، فإما تكمل أن المسيرة أو تتخلى رغبة في التفرّد أو على الأقل في أن تمنح القارئ المزيد من الاختيارات عوضاً عن مؤلف وحيد وترجمات متعددة.
- هل يمكن أن تصفي لنا طريقتك في الترجمة، مثلًا كم مسودة تعملين عليها؟ وما القواميس أو المراجع التي تعتمدين عليها؟
على الأقل مسودتان، أعمل على ترجمة الملف وحين لا أجد في نفسي القدرة مثلًا على التركيز في الترجمة، أبدأ في مراجعة الفصول السابقة، مع إضافة علامات عند الفقرات التي ينبغي وضع هامش عليها، حيث تأتي مرحلة الهوامش في المسودة الأخيرة، وتلك التي أعمل عليها بعد انتهاء الملف بالكامل، بالتنقيح والقراءة بعين القارئ المحب للأدب أو المطلع على المحتوى على اختلافه، ومن ثم إعادة صياغة بعض الفقرات.
يرافقني قاموس روسي صغير بحجم الجيب منذ بداياتي، أرتاح إليه وأعتمد أيضًا على بعض القواميس الانجليزية والروسية المتوفرة على الانترنت، لكن المرحلة الأهم تكمن في البحث عن الكلمة بشكل عام لتطور اللهجات واللكنات والمصطلحات ما بين الترجمة الكلاسيكية أو المعاصرة، أبحث باللغتين بلا فارق، وأتحرى النتائج حتى الوصول إلى المطلوب.