حول نقد الترجمة: حوار مع تيم باركس

حول نقد الترجمة: حوار مع تيم باركس

حول نقد الترجمة: حوار مع تيم باركس*

أجرت الحوار أليسون برادن**

نشر في asymptotejournal بتاريخ  6 مايو 2019

ترجمة: جنة عادل وسهام شاهين وداليا نظمي ومحمد الشعراوي ومريم أبو بكر

تحرير: محمد الشعراوي

* تيم باركس روائي وكاتب مقالات وكاتب كتب رحلات ومترجم مقيم بإيطاليا. ألف ست عشرة رواية وترجم أعمال مورافيا، كالفينو، كالاسو، تابوشي، ماكيافيللي، ليوباردي. تتضمن أعماله الأكثر شهرة مجموعة المقالات «من مكان قراءتي: عالم الكتب المتغير»، ورواية «مهارة للبقاء». وفي الترجمة «أسلوب الترجمة: نهج أدبي في الترجمة – نهج ترجمي في الأدب».

** أليسون برادن صحفية ومترجمة تقيم في باريلوكي بالأرجنتين

جرت الترجمة ضمن أعمال مختبر سيلاس السابع للترجمة بالقاهرة 2021

الترجمة خاصة بترجمان وسيلاس القاهرة

يحتفظ المترجمون بحقهم في المساءلة الأخلاقية والقانونية إذا تمت الاستعانة بترجمتهم دون إذن منهم


في أواخر العام الماضي، أثارت مراجعة بينچامن موزر النقدية في نيويورك تايمز لـ«هذا الفن البسيط»، لكيت بريجز، جدلًا في مجتمع الترجمة حول طبيعة الجودة والنقد. حَدَت المراجعة بمجموعة من قامات الترجمة، من ضمنهم سوزان برنوفسكي ولورنس ڤينوتي، إلى إرسال خطاب لاذع إلى المحرر. عقّب تيم باركس بمقال يومي في نيويورك ريڤيوز عنوانه «لماذا تستوجب الترجمة التدقيق»، عيَّن فيه بعض التحديات التي تواجه نقد الترجمة ودافع عن الجهد المبذول.

يشرح باركس في هذا الحوار دور نقاد الترجمة، ويوضح مفهوم الخطأ كما يراه، ويفسر الطريقة التي تؤثر بها نظرية الترجمة على نقده. طيلة قرون ظلت السجالات الحادة حول الجودة والنقد دأبًا للمحاورات حول الترجمة. يتواصل الحوار هنا.

أليسون برادن (أب): في مؤتمر للترجمة، سمعت أحد أعضاء لجنته يقول إن الخطأ في الترجمة أمر عرَضي ما دام لم يعق رسالة الكاتب على نحو مؤثر. ثم استكمل بعد ذلك قائلًا إنه يحاول تجنب الأخطاء قدر المستطاع. عضوة من الجمهور قالت في وقت لاحق إنها كلما تقدم مسارها المهني في الترجمة وجدت نفسها تقع في المزيد من «الأخطاء» بسبب ما تتيحه الخبرة من اتساع للآفاق. بالنسبة لجماعة يَبين أنها تعلي من شأن الضبط الدلالي، ثمة ضبابية مقلقة حول مفهوم الخطأ مقابل التصرف؛ كيف تفهم العلاقة بين الاثنين؟

تيم باركس (ت.ب): يُبعث النص الأدبي حيًا عندما يستطيع القارئ أن يضفي عليه ذلك الحدس اللغوي والمرجع الثقافي الذي يبث المعنى في الكلمات. وبما أن المترجم هو شخص يقرأ نصًا أجنبيًا نيابةً عنا، نحن من نعجز عن قراءته مباشرة بأنفسنا، فإننا نأمل أنه قارئ بارع وعلى قدر من الكفاءة والمعرفة. ليس سهلًا بالطبع أن تصبح قارئًا متعمقًا ومتمرسًا في لغة غير لغتك الأم. كلنا تقريبًا لدينا نقاطنا العمياء، لذلك ثمة أوقات سيفوت المترجم شيء أو لن يدرك أن جملة ما ليست سوى تعبير اصطلاحي أو لن يلحظ أن في سياق معين سيكون لهذه الكلمة أو تلك دلالة غير معتادة؛ عندئذ، حين يضع ترجمته، تأتي الأخطاء. تتعلق جسامة الخطأ بموقعه في النص وبنوع هذا النص. بالطبع قد يكون بسيطًا أو هامشيًا، لكن يمكن أيضًا أن يكون محوريًا. كذلك قد يؤدي تواتر الأخطاء الصغيرة إلى اختلاف كلي في الصوت والإيحاء. في كل الأحوال، الأخطاء -ولا أرى لها تسمية أخرى- غير مستحبة.

على أنه بالعودة إلى «الضبابية» التي أشرتِ إليها، والمتعلقة بمسألة ليست بتلك الصعوبة؛ ليس أمامنا سوى أن نفترض أنها تأتي من منطقة هشاشة تجاه كفاءة المترجم في اللغة المصدر. ثمة اتجاه هذه الأيام يرجح أن كل ما تحتاجه لتقدم ترجمة جيدة، بل لتنال بها الجوائز، هو أن تكون ملمًا بأساسيات لغة أجنبية وأن تكون جملتك الإنجليزية متماسكة؛ أو أن الحصول على درجة الماجستير في دراسات الترجمة سيكون كافيًا. لكن مغارة اللغة غنية بالكنوز، والأدب ينهل من ذلك الغنى ويضاعفه. حين نحب نصًا جميلًا، نحبه لغناه بالإحالات والتلميحات الذكية والإيحاءات التي يستجلبها، ولشعورنا بأننا سنجد المزيد حين نعاود القراءة. ليس سهلًا أن تصل إلى درجة من التمكن في لغة ثانية، يمكنك معها أن تستجلي كل تلك الأمور أو حتى معظمها. لذلك فإن بعض المترجمين -وبإمكاننا تفهم ذلك- دفاعيون أو مائعون.

(أب): في «لماذا تستحقّ الترجمة التدقيق» طرحت العديد من الأسئلة حول ما ينبغي تحققه في مراجعة الترجمة؛ ما الإجابات التي توصلت إليها؟

أعتقد أن السؤال الأساسي هو ما إذا كنا بصدد مراجعة الكتاب أم مراجعة الترجمة؟ إذا كُلّفت بكتابة مراجعة لكتاب لا تعرف لغته الأصلية، فليس بيدك سوى التعليق البسيط على تداخل الأسلوب مع المحتوى، أو وحدة النص وما شابه ذلك، أو متعة قراءته من عدمها. لا ينبغي أبدًا أن تقدّم أيّ تعليق قاطع، سلبي أو إيجابي، عن حالة الترجمة، ما دمت لم تطلع على النصّ الأصلي. تمامًا كما أعتقد أنه لا ينبغي للجان التحكيم أن توزّع جوائز الترجمة إذا لم يكن أعضاؤها على دراية باللغات الأصلية، وسيقارنون الترجمة -ولو في مواضع متفرقة- بالأصل.

مشكلة أخرى كليًا عندما يُطلب منك أن تعلّق، لنقل، على إعادة ترجمة لعمل كلاسيكي بلغة تعرفها، تحديدًا إذا وجدت مجموعة ضخمة من الأخطاء المحرجة، خصوصًا لو كانت تلك الترجمة قد نالت ثناءً سخيًا من أسماء معروفة لعمل ضجّة دعائية. هكذا كان الحال مع إحدى إعادات الترجمة البارزة عن الإيطالية، التي كتبت مراجعتها مؤخرًا في مجلة أمريكية؛ الكثير والكثير من الأخطاء، بعضها يلعب دورًا خطيرًا في تبديل معنى النصّ، لم يكن منها، للطرافة، ولو خطأ واحد في الترجمة السابقة لذات العمل. من الصعب حقًا أن تعرف ما عليك قوله في تلك الحالات، فالمرء لا يريد أن يصطدم بالناشرين الذين اتخذوا قرارًا شجاعًا بالاستثمار في إعادة ترجمة، وفي الوقت نفسه، يرجو أن يقرأ الناس الكتاب، وهو كتاب جيّد رغم عيوب الترجمة. من ناحية أخرى، هناك واجب الأمانة، وإلا فلِم أمارس النقد بالأساس؟ أعتقد من غير شك أنك لا تسدي عالم الأدب معروفًا بالتغطية على تلك الأمور.

أ.ب: كتبت أن «التحليل النقدي التقليدي، مهما بلغت براعته، ومهما أمكنه مساعدتنا على فهم النص، نادرًا ما يغير انطباعاتنا الأولى». ما غاية النقد الأساسية عندك؟ وهل تختلف تلك الغاية في حالة نقد الترجمة؟

ت.ب: قصدت في تلك المناقشة أن أشير إلى أن هناك مكوّنًا تلقائيًا أو اندفاعيًا في استجابتنا لقصيدة أو رواية. نحن لا «نقرر» أن نحب الأشياء. إننا نحبها أو لا نحبها؛ إما أن تُلائم تصوّراتنا عن الحياة وعمّا ينبغي أن يكون عليه الكتاب أو لا تفعل. مع ذلك بإمكان النقد أن يغير رأينا بعدها. ربما نقرأ رواية من قرون مضت فتبدو لنا فوضوية ومربكة، حتى يستعيد أحد النقاد شيئًا من سياق كتابتها، فيتضح كل شيء. صرنا نرى لِم كتبت على هذا النحو، ونشعر بالحماس لأننا تعلمنا شيئًا، ونتفاعل معها بطريقة مختلفة. كذلك نستجيب لتفاعل الناقد معها. نحن نفهم موقفنا من الكتاب مقابل موقفه، أو موقفها، وبذلك نفهم موقفنا من الناقد. هذا مفيد لوعينا بأنفسنا وبالآخرين. عمومًا، يربو الكتاب الجيد دومًا من معرفة المزيد عنه، وتوفّر المزيد من السياقات لفهمه، والعكس صحيح بالنسبة للكتاب الرديء. كلما فهمته بدا أسوأ.

نقد الترجمة أمر مختلف. لا يجذب اهتمامي فعلًا سوى نقد الترجمة الذي ينطلق من فهم عميق للعمل الأصلي، ويستكشف كيف تعاملت الترجمة معه. أو ذلك الذي يستغل التوتر بين الترجمة والأصل لفهم الأصل على نحو أفضل، ويتأمل مكانة تلك الترجمة في لغتنا نحن. نقد الترجمة الذي يكتفي بتعديد الأخطاء أو التصفيق للطلاقة، قلما يثير الاهتمام.

أ.ب: بوسعي تصور أن نقد الترجمة قد يدفع للتشكيك في استجابة القارئ الأولية للنص -أو يظهر كأنه يلغيها- من خلال الإلماح إلى عدم امتلاكه المعرفة الكافية للاستجابة المناسبة. وفي نفس الوقت، يحظى النقاد في مختلف الأوساط بالتقدير نظير خبرتهم المعرفية. كيف تتغير تفاعلية الناقد والمترجم في حالة الترجمة؟ هل تؤثر تلك التفاعلية في توجهك النقدي؟

أتفق تمامًا مع جملتك الأولى. أما عن سؤالك؛ كل ما يمكنني قوله هو أننا ينبغي أن نتناول النقد بعقلية منفتحة، وأن نكون مستعدين لإمكانية تبدل رأينا تجاه هذا الكتاب أو ذاك، متحمسين لمجرد فكرة أننا قد نحبه أكثر، أو ربما نتحرر من انجذابنا إليه. من الطفولي أن نتعلق بالانطباعات الأولى، وأن نغالي في الحب والكره. لا يعني هذا أن علينا أن نتفق مع كل ما يقابلنا من نقد. النقاد أيضًا عليهم أن يتجنبوا التصلب في مواقفهم. تحديد اتجاه الناقد هو جزء من متعة قارئ النقد. يتمحور الموضوع حول وضعنا لأنفسنا في علاقة مع الآخر، وأن نتلاقى من خلال الكتابة.

بطبيعة الحال، عندما أكتب نقدًا لترجمة عن الإيطالية، أقدم فيه حصيلة معرفية أكبر مما لدى أغلب قرائي، كوني عشت طوال حياتي في إيطاليا، أدرّس الترجمة، وأيضًا -أنا نفسي- أترجم، وأكتب. أحاول ألا أجعل ذلك عبئًا على الآخرين وأن أتجنب تنصيب نفسي سلطةً مطلقة. من جهة أخرى، أحب عندما يبين لي نص نقدي التقارب بين ترجمة من لغة لا أعرفها وبين النص الأصلي. علينا جميعًا أن نثمن الخبرة عندما نجدها. هذه هي مهمة المجلات الأدبية؛ أن تقدم لقرائها خبرة أشخاص أمضوا سنوات منشغلين بموضوع معين، وصاروا مؤهلين له، لا أن تقدم آراء وأيديولوچيات.

أ.ب: تُنتقد ثقافة الكتب والمراجعات الإلكترونية لكونها «مهذبة للغاية»، جزئيًا بسبب انغلاقية ذلك المجتمع. رأى بعض النقاد أنهم يفضلون توجيه الاهتمام نحو الأعمال ذات الجدارة لا إلى ما دون المستوى. بافتراض أن النقاد لهم اختيار فيما يراجعونه، هل يقنعك هذا الرأي؟

ت.ب: صارت الترجمة في السنوات الأخيرة، وفي البلاد الأنجلوساكسونية على وجه الخصوص، لصيقة بموقف سياسي معين. يُنظر إلى الترجمة، بمفهومها الأوسع، على أنها خيرة أخلاقيًا؛ بالتالي ينبغي الدفاع عنها حتى عندما تكون رديئة. عندما كنت أتحدث في مؤتمر مترجمي الأدب الأمريكيين عام 2017، سألني عضو من نادي القلم الدولي «PEN» (كان  منزعجًا من مقال ما كتبتُه) إذا ما كنت أشعر أن عليَّ واجب الترويج للترجمة (في حد ذاتها)، متجنبًا نقد هذه الترجمة أو تلك كي لا أشوه الصورة العامة لمهنة الترجمة. إجابتي كانت لا. ليس ثمة إلزام بالترويج للترجمة -أو لأي شيء آخر- بغض النظر عن جودتها. نحن نتكلم عن الأدب (رأينا فيه؛ كيف كُتب، وكيف يعمل، وكيف تُرجم؟) ونريد أن نتكلم بمصداقية. آخر ما نحتاجه هو أن نصبح مستودع معلومات مغلوطة لا نرى أن من الصواب تمريرها.

أ.ب: تدور مناقشات حول فكرة جودة الترجمة منذ قديم الأزل. بصفتك ناقدًا، هل تثقلك ضخامة الإرث النظري المتعلق بهذا الموضوع؟ هل أَثرَت النظرية نهجك النقدي أم غيَّرته جذريًا؟

ت.ب: في العام الماضي، درّست مقررًا تعليميًا ضمن برنامج للدراسات العليا عن نظرية الترجمة منذ العصور المبكرة إلى يومنا، مما تطلب الرجوع وإعادة قراءة الكثير. وجدت الأمر مذهلًا وذا فائدة قصوى، وإن لم يؤت ثماره في الحال دائمًا. يلحظ المرء بوجه خاص كيفية تغير النُهُج المتبعة في الترجمة مع صعود الأيديولوجيات والمعتقدات التي تسم زمانًا أو ثقافة. دعني أستشهد باقتباسين أجدهما ملائمين ويمسكان بلب المسألة. ها هو ليوناردو بروني يرد حين انتُقِدَ بأنه كان شديد القسوة تجاه ترجمةٍ، ويذكرنا بضرورة أن نهتم:

«الآن أعترف أنني احتددت في نقدي أكثر مما كان ينبغي، لكن ما دفعني لذلك كان شعوري بالسخط. لقد شعرت بألم حقيقي، وحتى بالغم، حين وجدت كُتُبًا، كانت حين كتبت بالإغريقية ملأى بالرشاقة والإمتاع والجمال غير المحدود، شُوّهت في اللاتينية وأُزيل عنها المعنى على يد أسوأ طُرُق الترجمة».

إن أمر الترجمة يهم بروني ولذلك ينتقدها. جودة الترجمة أهم من ماء وجه المترجم. وها هو درايدن يتأمل في مختلف أنواع الترجمة، يتكلم هنا عن «المحاكاة»؛ حين يُضَحّي المترجم، دون قيد، بالمطابقة اللفظية لأجل الأسلوب:

«إن محاكاة الكاتب، والحق يُقال، هي الطريقة المُثلى للمترجم كي يستعرض قدراته، ولكنها أعظم إساءة قد تُرتَكَب في حق سيرة الموتى وذكراهم».

أحب حين تصادفني تلك الملاحظات. لكنها ملاحظات كتبها بالطبع مترجمون ضليعون، أرادوا أن ينقلوا حصيلة سنين من التأمل.

أ.ب: بم تنصح القراء أحاديي اللغة الذين يريدون أن يكونوا أكثر تبصرًا بالترجمة خلال القراءة؟ هل يمكن أن يُصبح المرء على دراية نقدية أكبر بجودة الترجمة دون الرجوع إلى النص الأصلي؟

ت.ب: يكفيه فقط أن يدرك أنها ترجمة، وأن شخصًا يتوسط بينه وبين النص الأصلي، قرأه وفعل ما في وسعه كي يكتب ما فهمه، ولا مفر من إسباغ وجهة نظره على العمل. وبدلًا من اكتساب قرون استشعار استثنائية للترجمة، يكفي أن نقرأ بتمعن أكبر في العموم، وأن نصل إلى أقصى دراية بما أمامنا في الصفحة. إننا كثيرا ما نقرأ ما نريد أن نجده فيفوتنا الكثير.

أ.ب: أخيراً، ضمن مواضيع دور ناقد الترجمة والخطأ مقابل القدرة على التصرف، ما النقطة الأكثر إثارة للاهتمام والتي لم أسألك عنها؟

ت.ب: الأخطاء ليست مثيرة للإهتمام ومن الرائع عدم إيجادها أبداً أو ذكرها. الأكثر إثارة للاهتمام هو العثور على أكثر من ترجمة دقيقة ورزينة لنفس العمل الأدبي، وتذوق ما بينهما وبين الأصل من اختلاف. يمكن للمرء أن يسمي هذا الاختلاف في القدرة على التصرف  المترجمة، أو ببساطة النتيجة النابعة من رغبتهن بالتمسك بتجربتهن في قراءة النص الأصلي. في كل الأحوال، تذكرنا الترجمات المختلفة أن الكتاب لا يتحقق إلا عند قراءته، وأن لكل فرد قراءته المختلفة. تساعدنا الترجمة أن نقدر أن الأدب هو شيء يمكن فقط أن يمارسه القراء والكتاب معًا.

اترك تعليقاً